الشريان السباتي: دليلك الكامل لصحة الدماغ

 يُعد الشريان السباتي في الرقبة من أهم الشرايين في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا محوريًا في تزويد الدماغ والوجه بالدم المحمّل بالأكسجين. يعتبر هذا الشريان حيويًا للغاية، وأي مشكلة قد تؤثر عليه يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها السكتة الدماغية. في هذا المقال، نقدم لك دليلاً شاملاً حول الشريان السباتي، موقعه، وظيفته، أشهر الأمراض المرتبطة به، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح فعالة للوقاية من أعراض انسداد الشريان السباتي في الرقبة


ما هو الشريان السباتي في الرقبة؟

الشريان السباتي (بالإنجليزية: Carotid Artery) هو شريان رئيسي يوجد على جانبي الرقبة. ينقسم إلى نوعين رئيسيين:

  1. الشريان السباتي الأيمن

  2. الشريان السباتي الأيسر

كل واحد منهما ينقسم إلى فرعين أساسيين:

  • الشريان السباتي الظاهري (External Carotid Artery): يزوّد الوجه والرقبة بالدم.

  • الشريان السباتي الباطني (Internal Carotid Artery): يتجه مباشرة نحو الدماغ ويغذيه بالدم والأكسجين.


أهمية الشريان السباتي

تكمن أهمية الشريان السباتي في كونه المسؤول الأساسي عن تغذية الدماغ بالدم. أي انسداد أو ضيق في هذا الشريان قد يؤدي إلى نقص التروية الدموية، مما يرفع خطر الإصابة بـ:

  • السكتة الدماغية

  • الدوخة وفقدان التوازن

  • الإغماء

  • نقص التروية الدماغية المؤقت (TIA)


أمراض الشريان السباتي

1. تضيق الشريان السباتي (Carotid Artery Stenosis)

يحدث نتيجة تراكم الدهون (اللويحات) داخل جدار الشريان، مما يسبب ضيقًا في القطر الداخلي ويقلل من تدفق الدم إلى الدماغ. ويُعتبر السبب الرئيسي لذلك هو تصلب الشرايين.

2. انسداد الشريان السباتي

يحدث عندما تُغلق الشرايين بالكامل نتيجة جلطة أو تراكم دهني حاد. وغالبًا ما يؤدي إلى سكتة دماغية حادة.

3. تمزق الشريان السباتي

يُعد من الحالات النادرة، لكنه خطير جدًا. يحدث نتيجة صدمة أو ارتفاع ضغط الدم الشديد.


أعراض مشاكل الشريان السباتي

في كثير من الحالات، قد لا تظهر أي أعراض واضحة حتى تحدث السكتة الدماغية. لكن هناك بعض العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه لها:

  • تنميل مفاجئ في الوجه أو الأطراف (خاصة على جانب واحد من الجسم)

  • ضعف أو شلل في الذراع أو الساق

  • صعوبة في التحدث أو فهم الكلام

  • فقدان مفاجئ للبصر في إحدى العينين

  • دوخة شديدة أو فقدان التوازن

هذه الأعراض تُعرف بـ النوبات الإقفارية العابرة (TIA)، وهي علامة إنذار مبكر تستدعي التدخل الفوري.


تشخيص أمراض الشريان السباتي

يعتمد الطبيب على عدة وسائل لتشخيص مشاكل الشريان السباتي، أبرزها:

  1. السماعة الطبية: للاستماع إلى صوت تدفق الدم في الشريان (وجود "لغط" يدل على ضيق).

  2. أشعة الدوبلر (Carotid Doppler Ultrasound): لتقييم تدفق الدم.

  3. الأشعة المقطعية بالصبغة (CTA) أو الرنين المغناطيسي (MRA): لرؤية تفاصيل أوضح عن الضيق أو الانسداد.

  4. تصوير الشرايين القسطري (Angiography): يُستخدم في بعض الحالات المعقدة لتحديد مدى الانسداد بدقة.


علاج أمراض الشريان السباتي

يعتمد نوع العلاج على مدى خطورة الحالة ونسبة التضيق. يشمل العلاج:

1. العلاج الدوائي

  • أدوية لخفض ضغط الدم

  • أدوية لخفض الكوليسترول

  • مضادات التجلط (مثل الأسبرين)

  • أدوية لتقليل الصفائح الدموية

2. العلاج الجراحي

  • استئصال بطانة الشريان السباتي (Carotid Endarterectomy): عملية جراحية لإزالة الترسبات من داخل الشريان.

  • الدعامة (Carotid Artery Stenting): إدخال أنبوب صغير (دعامة) لإبقاء الشريان مفتوحًا.


الوقاية من أمراض الشريان السباتي

الوقاية تبدأ بتغيير نمط الحياة وتجنب العوامل التي تؤدي إلى تصلب الشرايين. إليك بعض النصائح:

  • التوقف عن التدخين فورًا

  • ممارسة الرياضة بانتظام (30 دقيقة يوميًا)

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه وقليل الدهون المشبعة

  • التحكم في ضغط الدم ومستوى السكر في الدم

  • المتابعة الدورية مع الطبيب، خاصة لمن تجاوزوا سن الخمسين أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب والدماغ


متى يجب زيارة الطبيب؟

ينبغي استشارة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

  • ظهور أعراض سكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة

  • وجود تاريخ عائلي قوي لأمراض الشرايين أو السكتة الدماغية

  • الشعور بألم أو نبض غير طبيعي في الرقبة

  • بعد سن الخمسين، خصوصًا في حال وجود عوامل خطر مثل التدخين، أو ارتفاع الضغط، أو الكوليسترول 


الشريان السباتي والسكتة الدماغية

تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 20% من حالات السكتة الدماغية ناتجة عن تضيق أو انسداد في الشريان السباتي. ولهذا فإن الفحص المبكر والتدخل العلاجي المناسب يقلل بشكل كبير من خطر الوفاة أو الإعاقة طويلة الأمد.


الخلاصة

يُعتبر الشريان السباتي في الرقبة خط الدفاع الأول لتغذية الدماغ بالدم الغني بالأكسجين. وأي خلل فيه يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها السكتة الدماغية. لذلك، فإن الوقاية والتشخيص المبكر هما الأساس لحماية صحتك. لا تنتظر حتى تظهر الأعراض، بل بادر بالفحص والمتابعة، خاصة إذا كنت في الفئة المعرضة للخطر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طقم اكسسوار الحمام الذي يلبي احتياجاتك

كبائن الاستحمام الحديثة إضافة رائعة لأي حمام واسعارها

تصميمات عصرية تناسب الديكورات الحديثة