حقن الفقرات القطنية قد تكون خيارًا فعّالًا

 هل تعاني من آلام مزمنة في أسفل الظهر ولم تجد راحة مع الأدوية أو جلسات العلاج الطبيعي؟ حقن الفقرات القطنية قد تكون خيارًا فعّالًا لتخفيف الألم ومساعدتك على العودة إلى أنشطتك اليومية. هذا الإجراء البسيط يستخدم الستيرويدات لتقليل الالتهاب حول الأعصاب القطنية، ويُعد من أشهر الوسائل الحديثة لعلاج مشكلات مثل الانزلاق الغضروفي أو تضيق القناة الشوكية.

في هذا المقال، ستتعرف على كيفية إجراء حقن الفقرات القطنية، وهل هو مؤلم، وما هي المخاطر النادرة المرتبطة به، وكيف تستعد له قبل وبعد الإجراء. إذا كنت تبحث عن حل فعّال، سريع، وآمن، فتابع القراءة لتكتشف كل ما تحتاج معرفته عن حقن الفقرات القطنية، وذلك تحت إشراف الدكتور أحمد سامح ندا -مدرس و استشاري القسطرة المخية وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب.

ما هو عملية حقن الفقرات القطنية؟

حقن الفقرات القطنية هو إجراء طبي يُستخدم لتخفيف الألم المزمن في أسفل الظهر أو الساق، مثل آلام عرق النسا أو الانزلاق الغضروفي. يعتمد على حقن مادة تحتوي على كورتيزون مضاد للالتهاب في منطقة قريبة من الأعصاب الملتهبة داخل العمود الفقري، تحديدًا في المساحة المحيطة بالأعصاب المعروفة باسم “المنطقة فوق الجافية”.

يتم الحقن باستخدام إبرة دقيقة تحت توجيه الأشعة لضمان الدقة وتفادي أي إصابة. الهدف من هذا الإجراء هو تقليل الالتهاب حول الأعصاب، ما يساعد على تقليل الألم وتحسين الحركة. يُستخدم عادة عندما لا تستجيب الحالة للعلاج الدوائي أو جلسات العلاج الطبيعي.

أفضل أنواع حقن الفقرات القطنية

توجد عدة أنواع من حقن الفقرات القطنية تختلف حسب نوع الدواء المستخدم والطريقة التي تُعطى بها، كما تختلف في الهدف منها ومدى فعاليتها. من أكثر هذه الحقن استخدامًا هي حقن الستيرويد، والتي تحتوي على مواد مضادة للالتهاب مثل الكورتيزون. تساعد هذه الحقن في تقليل الالتهاب وتخفيف الألم، وتُستخدم لعلاج حالات متنوعة مثل التهاب العصب الوركي، والتهاب مفاصل أسفل الظهر، ومشاكل الانزلاق الغضروفي.

متى يُستخدم حقن الفقرات القطنية لعلاج الألم؟

يُستخدم حقن الفقرات القطنية لتخفيف الألم المزمن الناتج عن التهاب جذور الأعصاب في أسفل الظهر، ويُعرف هذا النوع من الألم باسم “عرق النسا” أو “الألم الجذري القطني”. ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في الحالات التالية:

  1. الانزلاق الغضروفي القطني: يحدث عندما تندفع المادة الجيلاتينية داخل القرص الغضروفي إلى الخارج وتضغط على الأعصاب، ما يسبب ألمًا حادًا في الظهر يمتد إلى الساق.
  2. تآكل الغضاريف القطنية: مع التقدم في العمر أو كثرة الحركة، تبدأ الأقراص بين الفقرات في التآكل، ما يؤدي إلى التهاب يضغط على الأعصاب ويسبب الألم.
  3. ضيق القناة الشوكية القطنية: وهو حالة تقل فيها المساحات داخل العمود الفقري، مما يضغط على الأعصاب ويسبب ألمًا متزايدًا مع المشي أو الوقوف لفترات طويلة.
  4. خشونة الفقرات القطنية (الفصال العظمي): وهي تغيّرات تصيب العظام والمفاصل بسبب التقدم في السن، وقد تؤدي إلى ضيق في القنوات العصبية وزيادة الالتهاب.
  5. ألم أسفل الظهر الموضعي: قد يكون الألم حادًا أو خفيفًا، مستمرًا أو متقطعًا، ويعود لأسباب مختلفة، ويُستخدم الحقن لتخفيف الالتهاب وتحسين الحركة.
  6. العرج العصبي (Neurogenic claudication): يحدث نتيجة ضغط مزمن على الأعصاب القطنية، ويسبب ألمًا أو تنميلًا في الظهر والساقين، خاصة عند الوقوف أو المشي.

يُعد حقن الفقرات القطنية أداة فعالة لتخفيف هذه الأعراض عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، ويؤكد د. أحمد سامح ندا أهمية التشخيص الدقيق لتحديد الحالات التي تستفيد من هذا الإجراء.

دواعي إجراء عملية حقن الفقرات القطنية

تستخدم حقن الفقرات القطنية لعدة أهداف طبية، ومن أبرز تلك الأهداف ما يلي:

  1. تخفيف الألم: تُستخدم الحقن لتقليل الألم الناتج عن حالات مثل انزلاق القرص الفقري، والتهاب المفاصل، والتهاب الأعصاب.

  2. تشخيص الأمراض: يمكن الاستفادة من الحقن في تشخيص بعض الحالات المرضية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

  3. علاج الالتهابات: تُستخدم الحقن في بعض الحالات لعلاج الالتهابات التي تحدث في المنطقة المحيطة بالفقرات القطنية.

  4. علاج التشنجات العضلية: يمكن اللجوء إلى الحقن للتخفيف من التشنجات العضلية التي تحدث نتيجة حالات مثل التهاب الأعصاب أو انزلاق القرص الفقري.

  5. علاج الصداع النصفي: تُستخدم الحقن في علاج حالات الصداع النصفي المزمن.

من المهم استشارة الطبيب المختص قبل إجراء أي نوع من أنواع الحقن، وذلك لتحديد الحاجة العلاجية، وكذلك لتقييم المخاطر والفوائد المحتملة لهذا العلاج.

حالات لا تفيد فيها حقن الفقرات القطنية

في بعض الحالات، لا يكون العلاج بحقن الفقرات القطنية مفيدًا، ويجب اللجوء إلى طرق علاجية أخرى. من بين هذه الحالات:

  • التهاب بطانة النخاع الشوكي: في هذه الحالة، لا تقدم الحقن أي فائدة، ويتطلب العلاج أسلوبًا مختلفًا.

  • الضيق الشديد في القناة الشوكية: هذا النوع من الحالات غالبًا ما يحتاج إلى تدخل جراحي لتوسيع القناة.
  • وجود تشوهات في تركيب الفقرات القطنية: مثل الانحرافات أو العيوب الخلقية، وهي لا تستجيب للعلاج بالحقن.
  • مشاكل في الفقرات ناتجة عن أمراض العظام: مثل هشاشة العظام، وتحتاج هذه الحالات إلى أدوية وتعديلات في نمط الحياة.
  • ألم ناتج عن أسباب أخرى: مثل التهابات المفاصل أو مشاكل في العضلات، ففي هذه الحالات لا يكون الحقن فعالًا.

من المهم مراجعة الطبيب المختص لتقييم الحالة بدقة وتحديد إذا ما كان العلاج بالحقن مناسبًا أم لا.

كيف يتم إجراء حقن الفقرات القطنية؟

يُستخدم حقن الفقرات القطنية لعلاج الألم المزمن الناتج عن التهابات الأعصاب مثل عرق النسا أو الانزلاق الغضروفي. يُنفذ الإجراء بدقة تحت توجيه الأشعة لتوصيل الدواء مباشرة إلى المنطقة المصابة، ما يساعد على تقليل الالتهاب وتخفيف الألم بشكل فعال دون تدخل جراحي. إليك خطوات الإجراء بالتفصيل:

  1. قبل الإجراء، يخضع المريض لفحوصات مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد مكان الالتهاب بدقة.
  2. يطلب الطبيب من المريض إبلاغه إن كانت هناك حمل محتمل، أو تناول أدوية مثل المسيلات أو المكملات، كما قد يُطلب منه الصيام لعدة ساعات.
  3. يُجرى الحقن داخل مستشفى أو مركز متخصص، ويستغرق ما بين 15 إلى 30 دقيقة.
  4. يتم وضع المريض على بطنه فوق طاولة مريحة، وقد يُعطى دواءً مهدئًا للمساعدة على الاسترخاء.
  5. يُعقم الطبيب منطقة أسفل الظهر جيدًا لتقليل خطر العدوى.
  6. يستخدم الطبيب جهاز الأشعة (فلوروسكوبي) لتوجيه الإبرة بدقة نحو المساحة فوق الجافية المحيطة بالحبل الشوكي.
  7. يحقن الطبيب مخدرًا موضعيًا لتقليل الإحساس قبل إدخال الإبرة الرئيسية.
  8. بعد إدخال الإبرة في المكان المناسب، يُحقن صبغة خاصة للتأكد من دقة الموقع وعدم وجودها داخل وعاء دموي.
  9. يتم بعد ذلك حقن الدواء المضاد للالتهاب (عادةً كورتيزون) إما منفردًا أو ممزوجًا بمحلول ملحي ومخدر موضعي.
  10. عند انتهاء الحقن، يُضغط على موضع الإبرة، ثم يُنظف ويُغطى بضمادة صغيرة، ويُطلب من المريض الراحة في سرير أو كرسي حتى يطمئن الطبيب إلى استقرار حالته.

يُجرى هذا الإجراء باستخدام أحد ثلاث طرق رئيسية:

  • الحقن بين الصفائح العظمية (Interlaminar): شائع لعلاج الانزلاق الغضروفي وتضيق القناة الشوكية.
  • الحقن عبر الثقبة العصبية (Transforaminal): يستخدم لتسكين الألم الممتد على مسار عصب محدد.
  • الحقن عبر العجز (Caudal): يُستخدم في حالات فشل العمليات السابقة، وتقل مخاطره مقارنة بالطرق الأخرى.

هل حقن الفقرات القطنية مؤلم؟

حقن الفقرات القطنية لا يُعتبر مؤلمًا بشكل كبير، فغالبًا ما يشعر المريض بوخزة بسيطة عند حقن المخدر الموضعي لتخدير الجلد قبل الإجراء. أثناء الحقن نفسه، قد لا يشعر المريض بأي شيء، أو قد يحس بأحد الأعراض التالية:

  1. ضغط في أسفل الظهر.
  2. تنميل أو وخز بسيط.
  3. إحساس بالحرقان.
  4. ألم عابر لبضع ثوانٍ.

عادة ما تختفي هذه الأعراض فور انتهاء الحقن، لكن إذا شعر المريض بألم حاد أو مفاجئ أثناء الحقن أو بعده، يجب إبلاغ الطبيب فورًا للتعامل مع الحالة بشكل فوري.

فوائد علاج الفقرات القطنية بالحقن

يُعتبر الحقن من العلاجات الشائعة لمشاكل الغضروف وآلام الفقرات القطنية، ويتميز بعدة فوائد، منها:

  • التحسن السريع: يمكن ملاحظة تحسن في الأعراض خلال وقت قصير، أحيانًا بعد الحقنة الأولى.

  • نتائج فعالة: تساعد الحقن في تخفيف الألم وتحسين القدرة على الحركة وأداء الأنشطة اليومية.

  • إجراء آمن: يُعد الحقن إجراءً بسيطًا وآمنًا، ولا يتطلب تخديرًا عامًا أو تدخلًا جراحيًا معقدًا.

  • تأثير طويل المدى: قد يستمر مفعول الحقنة لأسابيع أو حتى أشهر، مما يجعلها مناسبة لمن يعانون من آلام مزمنة.

  • راحة بعد العلاج: لا يحتاج المريض لفترة طويلة من الراحة أو التوقف عن ممارسة حياته الطبيعية بعد الحقن.

  • أقل تكلفة: بالمقارنة مع العمليات الجراحية أو العلاجات الدوائية طويلة الأمد، فإن الحقن يُعتبر خيارًا اقتصاديًا.

وفي النهاية، إذا ظهرت عليك أعراض تتعلق بالفقرات القطنية كما تم توضيحها سابقًا، يُنصح بحجز موعد مع الدكتور احمد سامح ندا، أحد افضل دكتور جراحة مخ واعصاب وعمود فقري في مصر، للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة لحالتك، سواء كانت تتطلب الحقن أو أي تدخل آخر.

مخاطر ومضاعفات نادرة لحقن الفقرات القطنية

حقن الفقرات القطنية إجراء آمن في أغلب الحالات، لكن قد تحدث مضاعفات نادرة يجب معرفتها مثل

  1. انخفاض ضغط الدم، وقد يسبب دوخة أو شعور بالإعياء.
  2. صداع شديد نتيجة تسرب السائل النخاعي.
  3. عدوى موضعية مثل خُراج فوق الجافية، أو التهاب القرص، أو التهاب العظم، أو التهاب السحايا.
  4. تفاعل سلبي مع الأدوية مثل احمرار مفاجئ أو طفح جلدي.
  5. نزيف إذا تضرر وعاء دموي أثناء الحقن، وقد يؤدي إلى تجمع دموي أو جلطة.
  6. إصابة بالأعصاب الموجودة في موقع الحقن.
  7. فقدان مؤقت للتحكم في المثانة أو الأمعاء، وقد يحتاج المريض لقسطرة مؤقتة.
  8. الإفراط في تكرار الحقن أو زيادة الجرعة قد يؤدي إلى ضعف في عظام العمود الفقري أو العضلات المحيطة.

لذلك، يوصي الأطباء بعدم تكرار الحقن أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات في السنة لتجنب هذه المضاعفات.

وفي الختام، فإن حقن الفقرات القطنية يعد وسيلة دقيقة وفعالة للتعامل مع آلام الظهر المزمنة إذا تم اختيار التوقيت والطبيب المناسب. رغم بساطة الإجراء، إلا أن وعيك بالتفاصيل المذكورة في هذا المقال يساعدك على اتخاذ قرار آمن ومدروس.

لو بتعاني من آلام أسفل الظهر ومش لاقي حل فعّال، احجز دلوقتي مع الدكتور أحمد سامح ندا -مدرس واستشاري القسطرة المخية وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب، واستفيد من أحدث تقنيات حقن الفقرات القطنية لعلاج جذور الأعصاب بأمان ودقة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طقم اكسسوار الحمام الذي يلبي احتياجاتك

كبائن الاستحمام الحديثة إضافة رائعة لأي حمام واسعارها

تتميز شركة ديورافيت للادوات الصحية بـ ابتكاراتها المذهلة